﴿وَٱلنُّورِ
ٱلَّذِيٓ أَنزَلۡنَاۚ﴾، وهو
القرآن المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم. فمَن لم يؤمن بالقرآن فهو كافر
بالله ورسوله؛ لأن القرآن نور يضيء الدنيا، ويُخْرِج الله سبحانه وتعالى به الناس
من الظلمات إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن المعصية
إلى الطاعة، ومن الضلال إلى الهدى.
فالقرآن
نور، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورٗا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن
نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ﴾
[الشورى: 52].
وفي
ذلك دليل على: أن القرآن منزل من عند الله سبحانه وتعالى، وهو
كلامه غير مخلوق، وليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هو كلام الله
سبحانه وتعالى، منه بدأ وإليه يعود.
﴿وَٱللَّهُ
بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ﴾،
فلا تظنوا أن أعمالكم ستُهْمَل أو ستضيع، بل ستُواجَهون بها يوم القيامة؛ لأن الله
سبحانه وتعالى خبير بها وبصير بها. ولو نسيتموها، فإن الله سبحانه وتعالى لا
ينساها، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم
بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ﴾ [المجادلة: 6].
هذا، وبالله تعالى التوفيق، وصَلَّى الله وسَلَّم على
نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
***
الصفحة 11 / 676