وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ
الآْخِرِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).
قال
الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ بَلَىٰ
وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ﴾ [التغابن: 7]. أَمَره أن يُقْسِم به على أنه سيبعثهم.
·
وهذه إحدى الآيات الثلاث التي أَمَر الله عز
وجل فيها رسوله صلى الله عليه وسلم - أن يُقْسِم على وقوع البعث:
الأولى:
في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَيَسۡتَنۢبُِٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلۡ إِي وَرَبِّيٓ
إِنَّهُۥ لَحَقّٞۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ﴾
[يونس: 53].
والثانية:
في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ
قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ
مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن
ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ﴾
[سبأ: 3].
والثالثة:
هذه الآية، وهي قوله سبحانه وتعالى: ﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ
بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ﴾.
فالحكمة
من البعث والنشور هي: الجزاء على أعمالكم التي عملتموها
في الدنيا. هل تظنون أن ذلك يُنسى ويذهب؟! كلا.
﴿وَذَٰلِكَ
عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ﴾،
فالبعث يسير على الله، وإن كنتم تظنون أنه مستحيل؛ لأنه لا يعجزه شيء سبحانه
وتعالى.
قال سبحانه وتعالى: ﴿فََٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾، ولما انقطعت حُجتكم، فصَدِّقوا بالبعث واعملوا له. فالإيمان بالبعث يقتضي العمل له. وأما الذي يؤمن بالبعث ولا يعمل له، فهذا كافر بالله. والذي يؤمن بالله يلزمه الإيمان برسوله. والذي يَكفر بالرسول كافر بالله.
([1]) جزء من حديث أخرجه: البخاري رقم (50).