×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وهو مع غناه حميد، أي: محمود سبحانه وتعالى على أقداره وأفعاله، وتدبيراته، محمود على كل حال، وعلى كل شيء سبحانه وتعالى، لا يقول ولا يفعل إلاَّ ما يُحْمَد عليه.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ [التغابن: 7]، فالكفار ينكرون البعث كما ينكرون الرسل، ويقولون: كيف إذا مات الإنسان وصار ترابًا، يعود من جديد؟!

فهم يُعَجِّزون الله سبحانه وتعالى، الذي هو على كل شيء قدير، فكما خَلَقهم أول مرة من عدم، فهو قادر على أن يعيدهم من باب أَوْلى، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [الروم: 27].

فهم لم يتعجبوا من إيجادهم في الأول من غير شيء، ولكن تعجبوا من إعادتهم بعد موتهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبٞ قَوۡلُهُمۡ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبًا أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍۗ [الرعد: 5].

فهم يظنون أن الله سبحانه وتعالى لا يَقدر على إعادتهم من التراب، ولم ينظروا في خلق السموات والأرض، فالذي خَلَق السماوات والأرض على عِظَمهما قادر على أن يَخلق هذا الإنسان ويعيده! وذلك أهون عليه سبحانه وتعالى، وكل شيء عليه هَيِّن، ولكن هذا في نظر العقول.

وكلمة ﴿زَعَمَ تدل على الكذب، أي: أنهم كَذَبوا في قولهم. و«بِئْس مَطِية الكَذِب «زعموا» كما في المَثَل.

وقوله سبحانه وتعالى: ﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْ، يدل على أن مَن أنكر البعث فهو كافر؛ لأن الإيمان بالبعث أحد أركان الإيمان الستة؛ كما ثَبَت في الحديث الصحيح: «الإِْيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ


الشرح