×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وقالوا: ﴿أَبَشَرٞ يَهۡدُونَنَا: استفهام استنكار، فقد واجهوا الرسل، وقالوا لهم: ما أنتم إلاَّ بشر مثلنا!! فأجابوهم بأن ﴿قَالَتۡ لَهُمۡ رُسُلُهُمۡ إِن نَّحۡنُ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأۡتِيَكُم بِسُلۡطَٰنٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ [إبراهيم: 11].

ومن حكمته: أن يكون الرسول من جنس المُرْسَل إليه، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمۡۖ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [إبراهيم: 4] ﴿قُل لَّوۡ كَانَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَلَٰٓئِكَةٞ يَمۡشُونَ مُطۡمَئِنِّينَ لَنَزَّلۡنَا عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكٗا رَّسُولٗا [الإسراء: 95].

فلو جاءهم رسول منهم، لقالوا: لا نَعرفه ولا نُصدقه!! فهم دائمًا وأبدًا يصرون على الكفر. واقتراحهم أن يكون الرسول من غير جنس البشر - إنما هو من باب الكِبْر والتعنت؛ لأنه لو جاءهم رسول لا يعرفونه، لقالوا: هذا ما نعرفه فكيف نُصدقه؟! قال سبحانه وتعالى: ﴿أَمۡ لَمۡ يَعۡرِفُواْ رَسُولَهُمۡ فَهُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ [المؤمنون: 69].

﴿فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْۖ، كفروا بالرسل، وأعرضوا عنهم ولم يلتفتوا لهم.

﴿وَّٱسۡتَغۡنَى ٱللَّهُۚ، عن عبادتهم له؛ لأنهم إنما يَضرون أنفسهم، ولا يَضرون الله عز وجل شيئًا.

فلو أن أهل الأرض كفروا جميعًا، ما نقص ذلك من مُلْك الله سبحانه وتعالى شيئًا، ولو آمنوا جميعًا ما زاد ذلك في مُلْكه سبحانه وتعالى شيئًا. وإنما هذا يرجع إلى العباد، كفرهم ضرره عليهم، وطاعتهم نفعها لهم.

﴿وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٞ، الله سبحانه وتعالى غني عن عبادتنا، لكنه يأمرنا بالعبادة لمصلحتنا نحن؛ لأن مصلحتنا في عبادة الله.


الشرح