×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوٓاْ أَكۡثَرَ مِنۡهُمۡ وَأَشَدَّ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ [غافر: 82]. فلا تأمنوا أن يحل بكم ما حل بهم.

﴿فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ، أذاقهم الله سبحانه وتعالى عقوبته؛ بسبب أعمالهم، فما ظَلَمهم الله عز وجل.

﴿وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ، في الدنيا مما حل بهم من الهلاك والدمار وخراب الديار، وفي الآخرة من دخول النار!! فاحذروا أن يصيبكم مثل ما أصابهم.

ثم بَيَّن سبب ذلك فقال: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُۥ، أي: ذلك بسبب أنه، ﴿كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ، أي: بالبراهين والأدلة الواضحة الدالة على وجوب عبادة الله وحده، وتَرْك عبادة ما سواه، فكل الرسل جاءوا بهذا، وهو: الأمر بعبادة الله سبحانه وتعالى، وتَرْك عبادة ما سواه، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النحل: 36].

فكفروا بالرسل، وكفروا بآيات الله سبحانه وتعالى، فاحذروا أن تَكفروا برسولكم صلى الله عليه وسلم، وتَكفروا بآيات ربكم عز وجل، فيَحل بكم ما حل بهم.

﴿فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٞ يَهۡدُونَنَا، أَبَوْا أن يطيعوا الرسل ويستجيبوا لهم، وقالوا: ليس لهم فضل علينا، هم من جنسنا، ولماذا يُخَصون بالرسالة دوننا مع أنهم مثلنا؟! فتكبروا على رسلهم، وطلبوا أن يُنْزِل الله عليهم الملائكة أو يروا الله بأعينهم.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَوۡ نَرَىٰ رَبَّنَاۗ لَقَدِ ٱسۡتَكۡبَرُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ وَعَتَوۡ عُتُوّٗا كَبِيرٗا [الفرقان: 21].

وهذا من العجيب أنهم يستبعدون الرسالة أن تكون في البشر، ولا يستبعدون أن تكون العبادة للحجر، فهم يعبدون الأحجار والأشجار، وهي دونهم!!


الشرح