﴿وَمَا
تُعۡلِنُونَۚ﴾، تظهرونه.
فيستوي
في علمه سبحانه وتعالى ما يُسَر وما يُعْلَن؛ لأن علمه محيط بكل شيء، ﴿يَعۡلَمُ مَا
بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ
إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا ئَُودُهُۥ
حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ﴾
[البقرة: 255].
﴿وَٱللَّهُ
عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾،
أي: بما في قلوبكم. فلا أحد يَعلم ما في قلبك وما تُسِره في نفسك إلاَّ الله عز
وجل.
فهو
سبحانه وتعالى عليم بما في صدور العالَم، وما يُسِرون فيها، وما يفكرون فيه وما
ينوونه في قلوبهم، يَعلم الله سبحانه وتعالى ذلك.
فينبغي
للمسلم أن يُحْسِن نيته وقصده وتفكيره؛ لأن الله سبحانه وتعالى يعلم ذلك.
ثم
قال سبحانه وتعالى مُذكِّرًا عباده أحوال مَن كَذَّب من الأمم السابقة وكَفَر
بالله عز وجل، وماذا حل بهم: ﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ﴾:
أي: قد أتاكم. فهذا استفهام تقرير.
﴿نَبَؤُاْ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ﴾:
أي: خبر الذين من قبلكم، وصل إليكم أخبار الأمم الماضية حتى كأنكم تشاهدونها، مما
قصه الله سبحانه وتعالى في كتابه، وما تتناقلونه أنتم فيما بينكم، وما تشاهدونه من
آثار الأمم الماضية من مساكنهم وآثارهم في الأرض، وأن الله سبحانه وتعالى قد أحل
بهم العقوبة، فخذوا حِذركم من أن يحل بكم ما حل بهم، والسعيد مَن وُعِظ بغيره، ولا
تعتبروها مجرد آثار للنزهة والافتخار بها للسياحة.
فهذا فيه:
الحث على التدبر لأحوال الماضين والاعتبار بآثارهم، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ
كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ