حَلِيمًا غَفُورٗا﴾ [الإسراء: 44]. وليس معنى أننا لا نفهم تسبيح هذه
الأشياء - أنها لا تسبح.
﴿مَا﴾، عامة للعاقل وغير العاقل، فكل المخلوقات تسبح لله عز
وجل.
﴿مَا فِي
ٱلسَّمَٰوَٰتِ﴾، المبنية، وهي: السبع
الطباق، وما فيها من الملائكة التي لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى. فالعالَم
العلوي كله يسبح لله سبحانه وتعالى.
﴿وَمَا فِي
ٱلۡأَرۡضِۖ﴾، أي: يُسبِّح لله سبحانه
وتعالى ما في الأرض من جميع المخلوقات وما في البحار، وكل شيء في الأرض يسبح لله
عز وجل وينزهه عن النقص والعيب.
وفي
هذا: رَدٌّ على الذين يتنقصون الله سبحانه وتعالى، ويصفونه
بالعجز وعدم القدرة على البعث من القبور، فهو سبحانه وتعالى نَزَّه نفسه عن ذلك.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿لَهُ ٱلۡمُلۡكُ﴾
ولما أخبر سبحانه وتعالى أن جميع ما في السموات وما في الأرض يسبحه، أخبر أنه له
المُلْك جميعه، فهو المالك المطلق لكل شيء. وأما المخلوق فإنه يَملك مُلْكًا
ممنوحًا له ومؤقتًا. أما مُلْك الله فهو دائم وشامل لكل شيء.
﴿وَلَهُ
ٱلۡحَمۡدُۖ﴾أي: جميع الثناء له سبحانه
وتعالى؛ لأنه المنعم بجميع النعم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا بِكُم
مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ﴾
[النحل: 53]، فالحمد المطلق له سبحانه وتعالى؛ لأن النعم كلها منه عز وجل. ومَن
عَدَاه فإنه يُحْمَد بقدر ما له من الفضل. ولكن الحمد المطلق هو لله عز وجل.
﴿وَهُوَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾، قادر على
كل شيء، ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ
لِيُعۡجِزَهُۥ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ
عَلِيمٗا قَدِيرٗا﴾ [فاطر:
44].
ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ﴾، فمِن قدرته على كل شيء سبحانه وتعالى - أنه خَلَق بني آدم وأوجدهم بعد أن لم يكونوا شيئًا. ولا أحد ينكر هذا،