واحدة، إنما هي جنات لا
يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، جنات عرضها السماوات والأرض.
ثم
ذَكَر سبحانه وتعالى قدرته وعظمته، وأنه خَلَق سبع سماوات، وأنه خلق سبع أَرَضين،
فقال عز وجل: ﴿ٱللَّهُ
ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ﴾،
بعضها فوق بعض، فهي سبع طباق من غير عمد ترونها. ﴿وَمِنَ
ٱلۡأَرۡضِ﴾، أي: وخَلَق من الأرض ﴿مِثۡلَهُنَّۖ﴾، أي: مثل سبع سماوات. فالأَرَضون سبع طبقات؛ كما في
الحديث: «مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ
أَرَضِينَ» ([1])
﴿يَتَنَزَّلُ
ٱلۡأَمۡرُ﴾، أي: أَمْر الله سبحانه
وتعالى، ﴿بَيۡنَهُنَّ﴾، بين السموات والأَرَضين الأمر القَدَري الكوني،
والتدبير الرباني، والأمر الشرعي، وهو: الوحي، يتنزل من الله سبحانه وتعالى.
فتتنزل منه الأوامر الكونية والأوامر الشرعية.
وأخبرنا
الله سبحانه وتعالى بذلك لمعرفة قدرته؛ ﴿لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ
قَدِيرٞ﴾ [الطلاق: 12]. وأنه لا
يعجزه شيء، فالذي قَدَر على خلق السماوات والأرض، وهي أكبر من خلق الناس - قادر
على أن يعيد الناس، وقادر على أن يجعل جنة هذه أوصافها، وقادر على أن يجعل نارًا
هذه أوصافها.
قال
عز وجل: ﴿وَأَنَّ
ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا﴾
[الطلاق: 12]، عِلمه سبحانه وتعالى واسع.
ففي الآية: إحاطة العلم وإحاطة القدرة. فهو سبحانه وتعالى فوق سماواته، مستوٍ على عرشه، ولا يَخفى عليه شيء في أي مكان من السماء أو من
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2452)، ومسلم رقم (1612) واللفظ له.