×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 واحدة، إنما هي جنات لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، جنات عرضها السماوات والأرض.

ثم ذَكَر سبحانه وتعالى قدرته وعظمته، وأنه خَلَق سبع سماوات، وأنه خلق سبع أَرَضين، فقال عز وجل: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ، بعضها فوق بعض، فهي سبع طباق من غير عمد ترونها. ﴿وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ، أي: وخَلَق من الأرض ﴿مِثۡلَهُنَّۖ، أي: مثل سبع سماوات. فالأَرَضون سبع طبقات؛ كما في الحديث: «مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» ([1])

﴿يَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ، أي: أَمْر الله سبحانه وتعالى، ﴿بَيۡنَهُنَّ، بين السموات والأَرَضين الأمر القَدَري الكوني، والتدبير الرباني، والأمر الشرعي، وهو: الوحي، يتنزل من الله سبحانه وتعالى. فتتنزل منه الأوامر الكونية والأوامر الشرعية.

وأخبرنا الله سبحانه وتعالى بذلك لمعرفة قدرته؛ ﴿لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [الطلاق: 12]. وأنه لا يعجزه شيء، فالذي قَدَر على خلق السماوات والأرض، وهي أكبر من خلق الناس - قادر على أن يعيد الناس، وقادر على أن يجعل جنة هذه أوصافها، وقادر على أن يجعل نارًا هذه أوصافها.

قال عز وجل: ﴿وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا [الطلاق: 12]، عِلمه سبحانه وتعالى واسع.

ففي الآية: إحاطة العلم وإحاطة القدرة. فهو سبحانه وتعالى فوق سماواته، مستوٍ على عرشه، ولا يَخفى عليه شيء في أي مكان من السماء أو من


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2452)، ومسلم رقم (1612) واللفظ له.