×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 فجاءكم القرآن وجاءكم الرسول صلى الله عليه وسلم، فإياكم أن تسلكوا مسلك مَن قبلكم من الأمم الكافرة بكتبها ورسلها.

والحكمة في ذلك ذَكَرها في قوله: ﴿لِّيُخۡرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ [الطلاق: 11]: أي من ظلمات الكفر والجهل إلى نور العلم والإيمان، كما قال عز وجل: ﴿الٓرۚ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ [إبراهيم: 1].

فالحكمة من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم وإنزال الكتاب - إخراج الناس من الظلمات إلى النور.

أما الذين لم يؤمنوا، فإنهم لا يزالون في الظلمات -والعياذ بالله-، ظلمات الكفر وظلمات الجهالة؛ لأنهم لم يشاءوا ولم يريدوا الخروج، ولم يعبئوا بهذا الكتاب ولم يلتفتوا إليه، فبَقُوا في ظلماتهم، في غيهم يعمهون؛ لأنهم رفضوا التمسك بهذا الكتاب والانتفاع به، وجحدوا هذه النعمة، فبَقُوا في ظلماتهم.

فلا يَخرج من هذه الظلمات إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات. فالإيمان لا يكفي بالقلب، وإنما لابد من العمل؛ ولذلك لا يأتي الإيمان إلاَّ وهو مقرون بالعمل، فالعمل لا ينفع بدون إيمان، والإيمان لا ينفع بدون عمل.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ قَدۡ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزۡقًا [الطلاق: 11].

هذا ما يترتب على الإيمان بالله عز وجل والعمل الصالح، أن الله سبحانه وتعالى يُخْرِج صاحبه من الظلمات إلى النور في الدنيا، ويمشي على برهان وبصيرة. وأما في الآخرة، فإن الله سبحانه وتعالى يدخله جنات، وليست جنة


الشرح