قال
عز وجل: ﴿فَذَاقَتۡ
وَبَالَ أَمۡرِهَا﴾، لما
حاسبها الله سبحانه وتعالى وعذبها، ذاقت وبال أمرها، وعَرَفت صنيعها وكفرانها،
واعترفت بذلك، ولكن لا فائدة من اعترافها، وإنما هو التحسر الشديد.
﴿وَكَانَ
عَٰقِبَةُ أَمۡرِهَا خُسۡرًا﴾،
عاقبة أمرها في الدنيا والآخرة الخَسارة التي لا تُحَد.
ثم
بَيَّن الله سبحانه وتعالى هذا الخسران، فقال عز وجل: ﴿أَعَدَّ
ٱللَّهُ لَهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ﴾
[الطلاق: 10] في الآخرة، وذلك في نار جهنم - والعياذ بالله -.
ثم
أعاد سبحانه وتعالى التذكير، فقال عز وجل: ﴿فَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾
[الطلاق: 10]، اتقوا الله سبحانه وتعالى، واتخِذوا وقاية تقيكم من غضبه ومن عقابه.
﴿يَٰٓأُوْلِي
ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾، يا أصحاب العقول، انتفِعوا
بعقولكم وحاسِبوا أنفسكم، وقَدِّروا نعم الله سبحانه وتعالى عليكم، واحترِموا
أوامر الله عز وجل، واحترِموا رسله واتبعوهم. هذا مقتضى العقول.
أما
مقتضى السفه وخفة العقول، فهو كما ذَكَر الله سبحانه وتعالى عن هذه الأمم وهذه
القرى.
﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ﴾، وهذا تفسير لأُولي
الألباب، وهم الذين آمنوا.
أما
الذين كفروا فلا عقول لهم تنفعهم، وتدلهم على الرشاد والخير، قال عز وجل: ﴿أَمۡ تَحۡسَبُ
أَنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَسۡمَعُونَ أَوۡ يَعۡقِلُونَۚ إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ
بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾
[الفرقان: 44].
ثم ذَكَّر الله سبحانه وتعالى بالنعمة العظيمة التي مَنَّ الله بها علينا، وهي: بَعثة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنزال هذا الكتاب العظيم، فقال عز وجل: ﴿قَدۡ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكُمۡ ذِكۡرٗا﴾ وهو: القرآن. ﴿رَّسُولٗا﴾، وهو: محمد صلى الله عليه وسلم.