ثمرات
التوبة العظيمة: أن صاحبها يَدخل بها الجنة.
عن
أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ
اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ
يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ
مَغْرِبِهَا» ([1]).
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «يَنْزِلُ
رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى
ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ
يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟» ([2]).
فالمجال
مفتوح أمامك، ولا حاجة أن تذهب إلى أحد من أجل أن تتوب عنده، مثل ما يَفعل
النصارى، من ذَهابهم للقساوسة ليمنحوهم صكوك الغفران.
﴿نُورُهُمۡ
يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۡ﴾؛
لأن الناس يوم القيامة يكونون في ظلمة. أما المؤمن فإن الله سبحانه وتعالى يعطيه
نورًا؛ لأنه كان مؤمنًا في الدنيا، فهو على نور في الدنيا، فيعطيه الله نورًا يوم
القيامة يسير به.
أما
الكفار فليس لهم نور. والمنافقون يُعْطَوْن نورًا في البداية خِداعًا لهم، ثم
ينطفئ - والعياذ بالله - فيَبْقَوْن في ظلمة، ﴿وَمَن لَّمۡ
يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورٗا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ﴾
[النور: 40].
ولذلك
﴿يَقُولُونَ
رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا﴾،
الذي أعطيتنا.
﴿وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ﴾، فهم لا يزكون أنفسهم؛ ولذلك يطلبون من الله سبحانه وتعالى أن يغفر لهم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2759).