﴿إِنَّكَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾، ما
قالوا: «اغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم» بل قالوا: ﴿وَٱغۡفِرۡ
لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾
والمناسبة هي أنه لا أحد عليه إتمام النور إلاَّ الله سبحانه وتعالى، أي: إنك قادر
على أن تحفظ علينا هذا النور وأن تُتمه لنا.
ثم
قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّبِيُّ﴾، هذا هو النداء الخامس في
هذه السورة، ﴿ٱلۡكُفَّارَ﴾: الذين كفروا بالله ظاهرًا وباطنًا، جاهِدهم بالسلاح
والقتال في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وجاهِد
المنافقين، الذين أظهروا الإيمان وهم كفار في الباطن، فهم مؤمنون في الظاهر وكفار
في الباطن.
وجهاد
المنافقين يكون باللسان، وذلك بدحض شبهاتهم، ورَدّ تُرَّهاتهم وأباطيلهم، وجدالهم،
وهم في كل زمان ومكان إلى ما شاء الله، يحتاجون إلى جهاد.
﴿وَٱغۡلُظۡ
عَلَيۡهِمۡۚ﴾أي: لا تتساهل معهم؛ لأنهم
لا ينفع فيهم التساهل؛ لأنك إن تساهلت معهم زاد شرهم، فهم لا يَعرفون المعروف أو
يُؤثِّر فيهم، فأغلظ عليهم بالجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى. قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ
فِيكُمۡ غِلۡظَةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 123].
قال
عز وجل: ﴿وَمَأۡوَىٰهُمۡ
جَهَنَّمُۖ﴾، أي: هي المأوى الذي يَأوون
إليه في الآخرة.
﴿وَبِئۡسَ
ٱلۡمَصِيرُ﴾، بئس المنتهى وبئس الدار
-نسأل الله العافية-.
وكما يجب على الإنسان أن يقي نفسه من النار، يجب عليه أن يقي منها أهله ﴿قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا﴾، أما تضييع النساء اللاتي تحت