﴿وَتُقۡسِطُوٓاْ
إِلَيۡهِمۡۚ﴾، فـ«المقسط» هو: العادل. و«القاسط»
هو: الجائر، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا ٱلۡقَٰسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبٗا﴾ [الجن: 15].
﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾،
يحب العادلين؛ لأنه عَدْل يحب العادلين.
عن
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، يَبلغ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ
الرَّحْمَنِ عز وجل، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي
حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا» ([1]).
﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾،
هذا فيه وَصْف الله عز وجل بأنه يحب، كما أنه يُبْغِض ويَكره، كما جاءت بذلك
الأدلة، وهذا من صفات أفعاله سبحانه وتعالى، أنه يحب الأعمال الصالحة ويحب
المؤمنين، ويُبْغِض الأعمال السيئة ويُبْغِض الكافرين.
﴿إِنَّمَا
يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَٰتَلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ﴾، أي: من أجل أن يخرجوكم من الدين.
﴿وَأَخۡرَجُوكُم
مِّن دِيَٰرِكُمۡ﴾، كما حصل
من أهل مكة، حينما أخرجوا المسلمين من ديارهم، وأموالهم وأولادهم، حتى هاجروا إلى
المدينة فارين بدينهم من الكفار. فهؤلاء لا تجوز مواصلتهم، ولا البر بهم والإحسان
إليهم.
﴿وَظَٰهَرُواْ عَلَىٰٓ إِخۡرَاجِكُمۡ﴾ أي: أعانوا مَن يخرجكم، واتفقوا مع من يخرجونكم ويضايقونكم، وصاروا لهم ظهرًا، ولو لم يباشروا الإخراج، بل ظاهروا مَن فَعَله وأعانوا الذين يُخرجون المسلمين، ولو بالكلام أو بالفعل، فقد حَرَّم الله عليكم أن تَولوهم بالمحبة بالقلوب، والنصرة بالقول والفعل.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1827).