ويَدخل
في هذا: المُعاهَدون، الذين بينهم وبين المسلمين عهد على وضع
الحرب.
ويَدخل
فيه: الأقارب من الكفار، الذين لم يحصل منهم ما يوجب عداوتهم
ومقاطعتهم.
فقد
جاءت أم أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما - إليها في المدينة بعد صلح الحديبية،
وهي كافرة، وبنتها رضي الله عنها مسلمة، تطلب منها الصلة والمساعدة؛ لأنها محتاجة
وفقيرة، فسألت أسماء رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يَا
رَسُولَ اللهِ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي، وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟
قَالَ: «نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ» ([1]).
فهذه
الصلة من باب الإحسان والبر، فحتى الوالد إذا كان كافرًا، فإنه يجب على ولده أن
يبر به؛ كما قال عز وجل: ﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ
لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ
وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ﴾
[لقمان: 15].
وهذا
من أسباب محبة الناس للإسلام وقَبولهم له، أنه دين رحمة ودين بر وإحسان.
﴿أَن
تَبَرُّوهُمۡ﴾، أي: تُحْسِنوا إليهم
بالقول وبالفعل، من الصلة الدنيوية بالعطاء وبالإحسان إليهما. والبِر ضد الإثم.
﴿وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ﴾، أي: تَعدلوا. أي: اعدلوا في حقهم ولا تظلموهم؛ كما قال عز وجل: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8]، ﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُواْۘ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 2].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2620)، ومسلم رقم (1003).