وأما الشرك في قوم
موسى فحدث عندما اتخذوا العجل، وكان موقف كليمِ الله موسى عليه السلام معهم ما قصه
الله في كتابه.
وأما الشرك في
النصارى فحدث بعد رفع المسيح عليه السلام إلى السماء، على يد اليهودي «بولس»،
الذي أظهر الإيمان بالمسيح مكرًا وخداعًا؛ فأدخل في دين النصارى التثليث وعبادة
الصليب.
وأما الشرك في بني
إسماعيل عليه السلام وهم العرب فحدث على يد عَمْرِو بْنِ لُحَيٍّ الْخُزَاعِيِّ،
الذي غيَّر دين إبراهيم عليه السلام وجَلَب الأصنام إلى أرض الحجاز، وأمر
بعبادتها.
وأما الشرك في
المسلمين فحدث على يد الشيعة الفاطميين بعد المائة الرابعة، حينما بنوا المشاهد
على القبور، وأحدثوا بدعة الموالد في الإسلام والغلو في الصالحين.
وكذلك عندما حدث
التصوف المنحرف المتمثل بالغلو في المشايخ وأصحاب الطرق.
ولكن الله سبحانه قد
تكفل بحفظ هذا الدين على يد العلماء المُصلحين والدعاة المجددين، الذين يبعثهم
الله على رأس كل مائة سنة؛ كما في الحديث، فبقي للحق أنصاره، وللدين حُماتُه، كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى
الحَقِّ ظَاهِرِينَ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ
حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تبارك وتعالى وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» ([1]).
ولهذا يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «الحمد لله الذي جعل في وقت كل فترة من الرسل بقايا من أهل العلم؛ ينفُون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ويدعون مَن
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3641)، ومسلم رقم (1920).