×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، فكم من ضالٍّ قد هَدَوْهُ، وكم من قتيل لإبليس قد أحيَوْهُ؛ فما أحسنَ أثرَهم على الناس وأقبحَ أثرَ الناسِ عليهم!».

ومِن هؤلاء الذين وصفهم الإمام أحمد بهذه الأوصاف العظيمة؛ شيخُ الإسلام الإمامُ المجدد الشيخ: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فقد وقف موقفًا عظيمًا، من مواقف هؤلاء الأئمة في مواجهة التغيُّرات التي حدثت في مجتمعه؛ مِنِ انحرافٍ في العقيدة، وانقسامٍ في الحُكم، واستشراءٍ للعادات الجاهلية في الحاضرة والبادية، شركٍ في العبادة، ومخالفاتٍ للشرع في الحكم بينَ الناس، ورواجٍ لسوق الشعوذة والسحر، وتعطيلِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ رَغم كثرة وجود العلماء فيهم؛ المتبحرين في مسائل الفقه الفرعية، لكنَّ العبرةَ ليست بوجود العلماء ووفرتهم دون أن يكون لهم أثر فعَّالٌ في الإصلاح؛ فبنوا إسرائيلَ هلكوا وفيهم العلماءُ، ما لم يقم علماؤهم بما أوجب الله عليهم من النصح والإصلاحِ، قال - تعالى -: ﴿وَتَرَىٰ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٦٢ لَوۡلَا يَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ عَن قَوۡلِهِمُ ٱلۡإِثۡمَ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ ٦٣ [المائدة: 62 - 63].

إنه لما وقف هذا الإمام مِن مجتمعه المنحرفِ موقف الصدق والنصيحة؛ خلَّص هذا المجتمع مما وقع فيه من أسباب هلاكه، مع أنه رجلٌ واحد، ولكنْ كما قِيلَ:

وَالنَّاسُ أَلْفٌ مِنْهُمُ كَوَاحِدٍ *** وَوَاحِدٌ كَالألْفِ إنْ أَمْرٌ عُنِا

وهكذا سنة الله لا تتغير؛ فالأمة لا تنهض من كبوتها ولا تستيقظ من رِقْدَتِها إلَّا بتوفيق الله ثم بجهود علمائها المخلصين ودعاتِها الناصحين،


الشرح