×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

منها فذهب إلى الدرعية فوجد فيها القبول والترحيب على يد أميرها: محمد بن سعود رحمه الله: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ [الطلاق: 2- 3]

فواصل الشيخ رحمه الله عمله في الدعوة إلى الله، وراسل علماء البُلدان وأمراءها يدعوهم إلى الله، ويبينُ لهم ما هم واقعون فيه من مخالفات، وألف الكتب، وأجاب عن استشكالات من التبس عليهم الحق بالباطل؛ فاستجاب لدعوة الشيخ من كان رائده الحق، وعاند من كان دافعه التعصب للباطل، فلم ير الشيخ رحمه الله بدًّا من جهاد هؤلاء بالحجة واللسان وبالسيف والسنان.

فكتب الله له النصر، ولدعوته الامتداد والانتشار؛ نتيجة لجهاد الإمامين: محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود - هذا بالحجة واللسان، وهذا بالسيف والسنان، وهكذا إذا اجتمع كتاب الله وسيف الجهاد انتصر الحق واندحر الباطل، قال تعالى: ﴿لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ ٢ [الحديد: 25].

ولقد صدق الشاعر حيث يقول:

وَمَا هُوَ إلَّا الْوَحيُ أَوْ حَدُّ مُرْهَفٍ *** تُزِيلُ ظُبَاهُ أَخْدَعَيْ كُلِّ مَائِلِ

فَهَذَا شِفَاءٌ لِلْقُلُوبِ مِنَ الْعَمَى *** وَهَذَا شِفَاءُ الْعِيِّ مِنْ كُلِّ جَاهِلٍ

وما هي إلَّا فترة وجيزة حتى دانت العباد والبلاد لدعوة الحق، واستقامت فيها عقيدة التَّوحيد، وامتد خيرُها عبر الزمان والمكان إلى البلاد البعيدة والأجيال اللاحقة، فلا يزال صداها يتردَّدُ، وخيرُها يتجدَّدُ.


الشرح