وكان من أعظم ثمارها: قيامُ دولة التَّوحيد، وتحكيم الشريعة الغراءِ، التي توالت - ولا تزال - ولله الحمد على هذه البلاد مهما عارضها من معوقات واعترض في طريقها من عقبات: ﴿فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ﴾ [الرعد: 17].
لقد لقي الشيخ رحمه
الله كغيره من الدعاة المصلحين مُعارضات من خصومه واتهاماتٍ باطلة.
فقيل عنه: إنه يريد
الملك والسيطرة والتسلط.
وهذا قيل في حق
الرسل: ﴿مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيۡكُمۡ﴾ [المؤمنون: 24]، ﴿وَتَكُونَ
لَكُمَا ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ [يونس: 78] فكيف بأتباعهم؟
وقيل: إنه جاء
بمذهبٍ خامس؛ ولذلك صاروا يلقبون أتباعه بـ «الوهابية». وهذه فرية يكذبها
واقع دعوته وكتبه وفتاويه، وأنه في الاعتقاد على عقيدة السلف، وفي الفقه على مذهب
الإمام أحمد بن حنبل، لم ينفرد عن المذاهب الأربعة بقول واحد، فكيف يكون له مذهب
خاص؟ ﴿قُلۡ
هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [النمل: 64].
ومن أراد معرفة
الشبهات التي أثيرت حوله وحول دعوته فليراجع كتبه، وما أجاب به عن تلك الشُبه،
والحق واضح ولله الحمد وضوح الشمس لا يغطيه الكذب والتلبيس.
ومنهم من أنكر ما قام به الشيخ من تجديد وإصلاح، وقال: إن حالة أهل نجد في وقته كانت على الاستقامة والصلاح، وفيهم علماء ووعي، وما ذُكر عن دعوة الشيخ وعن فساد الأحوال قبل دعوته إنما هو تهويلٌ