والكفرة، ما أحد
منهم سمَّى نفسه «الله» أبدًا، فرعون قال: ﴿أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾ [النازعات: 24] ما قال: أنا الله، مع كفره لم يجرؤ أن يسمِّي نفسه هذا
الاسم «الله»، وإنما هذا خاص بالله سبحانه وتعالى.
و«الله» معناه: ذو
الألوهية، والألوهية معناها: العبادة، يقال: أَلهَ يألَهُ: عبَدَ يعبُدُ؛
فالألوهية معناها: العبادة، فـ «اللهِ» معناه: ذو الألوهية والعبودية على
خلقه أجمعين، كما جاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه.
والرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ اسمان لله عز وجل يتضمنان الرحمة، والرحمة صِفة لله عز وجل، وكل اسم
لله فإنه يتضمن صِفة من صفاته سبحانه وتعالى.
و «الرَّحْمَنِ»: رحمة عامة لجميع
المخلوقات.
و «الرَّحِيمِ»: رحمة خاصة
بالمؤمنين، كما قال - تعالى -: ﴿وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا﴾ [الأحزاب: 43].
فـ «الرَّحْمَنِ»: رحمة عامة لجميع
المخلوقات، حتى الكفار والبهائم والدواب إنما تعيش برحمة الله، وسخَّر الله بعضها
لبعض من رحمته سبحانه وتعالى، فهي رحمة عامة لجميع الخلق، بها يتراحمون، حتى إن
البهيمة ترفع رجلها عن ولدها رحمة به.
وأما «الرَّحِيمِ»:
رحمة خاصة بالمؤمنين ﴿وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا﴾ [الأحزاب: 43].
والرحمة: صِفة من
صفات الله عز وجل تليق بجلاله - سبحانه - ليست كرحمة المخلوق، وإنما هي كسائر
صفاته سبحانه وتعالى، نَصِفه بها كما وصف بها نفسَه، ولكن لا نشبِّه رحمته -
سبحانه - برحمة خلقه.