×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

قُرۡبَىٰۖ يعني: ولو كان المتكلِّم فيه قريبٌ لك، لا حملك قرابته والشفقة عليه أن تحيد في حقه، بل قل فيه الحق، واشهد عليه بالحق؛ واشهد بالحق ولو كان لعدوك وخصمك، هذا هو العدل الصحيح.

﴿وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُواْ وهذا من الوصايا العظمية: الوفاء بعهد الله عز وجل والوفاء بعهد الله المراد به: الوفاء بالمواثيق التي تكون بين العبد وبين ربه، والتي تكون بين الناس بعضهم مع بعض؛ العهد الذي بينك وبين الله أن تعبده ولا تشرك به شيئًا ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 5] هذا عهدٌ بينك وبين الله تعاهده أن لا تعبد إلاَّ إياه، ولا تستعين إلاَّ به؛ فالعهد الذي بين العبد وبين ربه هو: أن يقوم بعبادة الله سبحانه وتعالى.

والعهد الذي بينك وبين الناس: إذا عاهدت سلطانًا، أو أميرًا، أو عاهدت أحدًا من الناس فلا تغدِر العهد الذي بينك وبين الله، ولا بالعهد الذي بينك وبين الناس؛ إذا عاهدت وجب عليك الوفاء بالعهد، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ تَوۡكِيدِهَا [النحل: 91]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ» ([1])، فالغدر بالعهود من صفات المنافقين.

بل إذا كان بيننا وبين الكفار عهد فلا يجوز لنا أن نغدِرَ به، بل يجب الوفاء مع الكفار المعاهَدين.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (33)، ومسلم رقم (59).