الحاصل: أن النوع الثاني هو
توحيد الألوهية، وهو: إفراد الله - تعالى - بالعبادة، وترك عبادة من سواه، وهذا هو
الذي بعث الله به الرسل، وأنزل به الكتب، كما تقرؤون في هذه الآيات التي سمعتم،
وكما في قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] ما قال: إلَّا ليقروا بأني أنا الرَّب؛ لأن هذا موجود ﴿وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36] ما قال: أن أقروا
بأن الله هو الخالق الرازق؛ لأن هذا موجود، وهو وحده لا يكفي.
وهذا النوع - توحيد
الألوهية - جحده المشركون، وهم أكثر أهل الأرض في قديم الزمان وحديثه، أبوا أن
يتركوا آلهتهم، وأن يفردوا العبادة لله عز وجل، ويخلصوا الدين لله عز وجل؛ زاعمين
أن هذه الوسائط وهؤلاء الشفعاء يشفعون لهم عند الله، وأنهم يقرِّبونهم إلى الله،
وأنهم.. وأنهم.. إلى آخره ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ
أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ َ﴾ [العنكبوت: 38].
النوع الثالث: توحيد الأسماء
والصفات، بمعنى: أننا نثبت لله سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسول
الله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير
تكييف ولا تمثيل، على حد قوله - تعالى -: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ
ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11].
فنثبت لله الأسماء
كما قال - تعالى-: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ
ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180].