×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وكذلك الصفات، نَصِفُ الله عز وجل بما وصف به نفسه؛ أنه عليم، وأنه رحيم، وأنه سميع بصير، يسمع ويُبصر سبحانه وتعالى ويعلم ويرحم ويغضب ويُعطي ويمنع ويخفض ويرفع، صفات الأفعال.

وصفات الذات كذلك؛ أن له وجهًا - سبحانه -، وأن له يدين، وأن له سبحانه وتعالى الصفات الكاملة، نثبت لله ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله من صفات الذات ومن صفات الأفعال، ولا نتدخل بعقولنا وآرائنا وأفكارنا، ونقول: هذه الصفات أو هذه الأسماء موجودة في البشر، فإذا أثبتناها شبهنا - كما يقوله المعطِّلة، بل نقول: إن لله سبحانه وتعالى أسماء وصفات تليق بجلاله سبحانه وتعالى، وللمخلوقين أسماء وصفات تليق بهم، والاشتراك في الاسم أو الاشتراك في المعنى لا يقتضي الاشتراك في الحقيقة، خذ - مثلاً -: الجنة، فيها أعناب وفيها نخيل - كما ذكر الله، وفيها رمان، وفيها أسماء موجودة عندنا في الدنيا، لكن ليس ما في الجنة مثل ما في الدنيا أبدًا، ليس النخيل التي في الجنة مثل النخيل الذي في الدنيا، الرمان ليس مثل الرمان الذي في الدنيا، وإن اشترك في الاسم والمعنى، كذلك أسماء الله وصفاته وإن اشتركت مع أسماء المخلوقين وصفاتهم باللفظ والمعنى، فالحقيقة والكيفية مختلفة، لا يعلمها إلَّا الله سبحانه وتعالى، فلا تشابه إذًا في الخارج والواقع أبدًا؛ لأن الخالق - سبحانه - لا يشبهه شيء ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11] ولا يلزم من إثبات الأسماء والصفات التشبيه - كما يقول المعطِّلة والمؤوِّلة، وإنما هذا من قصور أفهامهم أو ضلالهم،


الشرح