×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 ورغبتهم عن الحق، وإلاَّ كلٌ يعلم الفرق بين المخلوق والخالق سبحانه وتعالى، كما أن المخلوقات نفسها فيها فوارق، فليس - مثلاً - الفيل مثل الهرة والبعوضة أبدًا، وإن اشتركت في بعض الصفات، البعوضة لها سمع - مثلاً، والفرس له سمع، البعوضة لها بصر، والفيل والفرس لهما بصر، هل يقتضي هذا أن تكون البعوضة مثل الفيل أو مثل الفرس؟ لا. وإن اشتركت في الأسماء فلا تشترك في الحقائق والمعاني.

إذا كان هذا الفارق بين المخلوقات، فكيف بين الخالق سبحانه وتعالى والمخلوقين؟

نحن نُقِرُّ لله سبحانه وتعالى بما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، الله - تعالى - قال: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11] نفى المثلية وأثبت السمع والبصر؛ فدل على أن إثبات السمع والبصر لا يقتضي المثلية ﴿فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النحل: 74].

الله سبحانه وتعالى لا يشبهه أحد من خلقه.

هذه أنواع التَّوحيد الثلاثة:

توحيد الربوبية، وهذا في الغالب لم ينكره أحد من الخلق.

توحيد الألوهية، وهذا أنكره أكثر الخلق، ولم يثبته إلاَّ أتباع الرسل كما قال - تعالى -: ﴿وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ َ [الأنعام: 116] وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ


الشرح