×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

بِمُؤۡمِنِينَ [يوسف: 103] ﴿وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ [يوسف: 106]

ما أثبت توحيد الألوهية إلاَّ أتباع الرسل، وهم المؤمنون من كل أمة، هم الذين أثبتوا توحيد الألوهية، وأبى عن الإقرار به المشركون في كل زمان ومكان.

والثالث: أثبته أهل السنة والجماعة؛ فأثبتوا لله الأسماء والصفات، وحرَّفها وأوَّلها الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ومشتقاتهم من سائر الطوائف التي سارت في ركابهم؛ فهؤلاء منهم من نفاها كلها، ومنهم من نفى بعضها وأثبت بعضها، المهم أن نعرف مذهب أهل السنة والجماعة في هذا.

وتقسيم التَّوحيد إلى هذه الأنواع الثلاثة مأخوذ من الكتاب والسنة، وليس تقسيمًا مبتدعًا كما يقوله الجهال والضلال اليوم ﴿يُرِيدُونَ لِيُطۡفِ‍ُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ [الصف: 8] وليس مصدر هذا التقسيم علم الكلام وقواعد المتكلمين التي هي مصدر عقائد هؤلاء المخذولين الذين يتكلمون بما لا يعرفون، بل هذا التقسيم مأخوذ بالاستقراء من الكتاب والسنة؛ فالآيات التي تتحدث عن أفعال الله وأسمائه وصفاته فهي في توحيد الربوبية، والآيات التي تتحدث عن عبادة الله وترك ما سواه؛ فهي في توحيد الألوهية.


الشرح