وقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا
لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] الآية.
****
قوله: «وقولِ الله» بالكسر معطوف على «التوحيد»،
وهو مجرور بالإضافة، «وقول الله - تعالى - » معطوف على المجرور، ويجوز
الرفع «وقولُ الله - تعالى - » يكون على الابتداء.
﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا
لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] لاحظوا دِقَّة
الشيخ رحمه الله، قال: «كتاب التَّوحيد، وقول الله - تعالى - ﴿وَمَا
خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] » ليُبَيِّن لكم ما هو معنى التَّوحيد؟ بأن التَّوحيد
معناه: إفراد الله بالعبادة، وليس معناه: الإقرار بالربوبية، بل معناه: إفراد الله
بالعبادة، بدليل هذه الآية وغيرها.
يقول الله جل وعلا: ﴿وَمَا
خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] يُبَيِّن الله سبحانه وتعالى الحِكمة من خلقه للجن
وخلقه للإنس.
أما ﴿ٱلۡجِنَّ﴾ فهم عالم من عالم الغيب، نؤمن بهم ولكننا لا نراهم، ولذلك سُمُّوا بـ ﴿ٱلۡجِنَّ﴾ من الاجتنان وهو الاستتار، ويقال: جَنَّه الليل إذا سَتَرَه، ويقال:
الجنين في البطن، لماذا سُمِّي جنينًا؟ لأنه مستتر، فـ ﴿ٱلۡجِنََّ﴾، سُمُّوا جنًا؛
لأنهم مستترون عن أبصارنا لا نراهم ﴿إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ
مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ﴾ [الأعراف: 27] فهم من عالَم الغيب، والإيمان بهم واجب، ومن جحد
وجود الجن فهو كافر؛ لأنه مُكَذِّبٌ لله ورسوله وإجماع الأمة على وجود الجن،
وهؤلاء الذين أنكروا وجودهم على أي شيء يعتمدون؟، ما يعتمدون على شيء إلاَّ لأنهم
لا يرونهم، وهل كل موجود لابد أن تراه؟، هناك أشياء كثيرة ما تراها وهي موجودة،
مثلاً: الروح التي فيك، هل تراها؟، هل الروح التي