المخلوقات في باب العبث، لأنها لا تؤدِّي إلى غاية ولا نتيجة، فالظالم يظلم في هذه الدنيا، والقاتل يقتل، والعاصي يعصي، والمطيع يُتعبُ نفسه بالطاعة والعبادة ولا يلقى جزاء - تعالى الله - عما يقولون، أما إذا كان هناك بعث ونشور وجزاء على الأعمال المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، كان خلق الخلق إذًا لحكمة وغاية، وليس عبثًا، فهناك من الظَلَمة من يموت وهو ما جوزي في هذه الدنيا، وهناك من الصالحين من يموت وهو فقير مريض، لماذا؟ لأن الجزاء في الآخرة، هؤلاء ينتظرهم جزاؤهم في الآخرة. هذا الكافر، وهذا الظالم، وهذا الطاغية، وهذا الجبَّار، ينتظرهم جزاؤهم في الآخرة، وهذا المؤمن التقي الصالح الذي مات بالمرض والفقر هذا ينتظره جزاؤه في الآخرة في الجنَّة، لأن الله ما خلق الخلق وأجرى هذه الأمور عبثًا، لا بد لها من نتيجة، ولا بد لها من غاية تنتهي إليها: ﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى﴾ [القيامة: 36] يعني: لا يُؤمر، ولا يُنهى، ولا يُبعث، ولا يُجازى، يأكل ويشرب ويمكُر ويفسُق وينتهي أمره إلى لا شيء؟ أو يتقي ويطيع ويُتعب نفسه بالعبادة وينتهي أمره إلى لا شيء؟ فهذا وجه النص على الإيمان بالجنة والنار، لأن الإيمان بهما يحدو على العمل الصالح، والتوبة من العمل السيئ، ولأن البعث والحساب أنكره كثير من الطوائف الكافرة، فلا بد من الإيمان به، والتصديق به، والإقرار به، وهو أحد أركان الإيمان الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، أحيانًا نجد أن الله