يذكر الأركان الستة،
وأحيانًا يذكر أربعة، وأحيانًا يذكر اثنين فقط: الإيمان بالله واليوم الآخر: ﴿مَنۡ
ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ
يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 62]، ذكر الإيمان بالله
وذكر الإيمان باليوم الآخر؛ لأن الإيمان بالله وباليوم الآخر يلزَم منه الإيمان
ببقيَّة الأركان.
وقد ذكر في هذا
الحديث البراءة من الملل الثلاث: ملة اليهود؛ وملة النصارى، وملة المشركين، فهو
حديث عظيم.
فقوله صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» هذا فيه البراءة من دين المشركين.
وفي قوله: «وَأَنَّ
عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ» هذا فيه البراءة من
دين اليهود والنصارى؛ لأن اليهود كفروا بعيسى، والنصارى غَلَوْا فيه، حتى جعلوه
ربًّا، وأيضًا اليهود والنصارى كل منهم كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم.
فهذا فيه البراءة من
الملل الثلاث: ملة المشركين، وذلك بشهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأن محمدًا رسول
الله، والبراءة من ملة اليهود والنصارى، وذلك في شهادة أن عيسى عبد الله ورسوله.
والشاهد من هذا
الحديث للباب: باب فضل التَّوحيد وما يكفر من الذنوب أن الرسول قال في آخره: «أَدْخَلَهُ
اللهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ» هذا وعد من الله سبحانه
وتعالى لأهل التَّوحيد بأن الله يدخلهم الجنة، وأهل التَّوحيد هم: الذين شهدوا أن
لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول