الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها
إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق، هؤلاء هم أهل التَّوحيد، وعدهم الله
أن يدخلوا الجنة، فهذا فيه فضل التَّوحيد، وأنه سبب لدخول الجنة.
لكن ما معنى: «عَلَى
مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ»؟
في ذلك قولان لأهل
العلم:
القول الأول: أدخله الله على ما
كان من العمل، يعني: ولو كان له سيئات دون الشرك فإن ذلك لا يَحُول بينه وبين دخول
الجنة، إما من أول وَهْلَة، وإما في النهاية، ففيه: فضل التَّوحيد، وأنه يكفر
الذنوب بإذن الله.
والمعنى الثاني: أدخله الله الجنة على ما كان من العمل، أي: أنه يدخل الجنة، فتكون منزلته فيها بحسب عمله، لأن أهل الجنة يتفاوتون في منازلهم بحسب أعمالهم، فمنهم من هو في أعلى الجنة، ومنهم من هو دون ذلك، فأهل الجنة يتفاضلون في منازلهم، والجنة درجات، بعضها فوق بعض، كما أن النار دركات بعضها تحت بعض، والنار أسفل سافلين، أما الجنة فإنها أعلى عِلِّيِّين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ، أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ» ([1])، دلَّ على أن الجنة درجات، وأن الناس ينزلون منها فيها بحسب أعمالهم، منهم من يُرى منزله كالكوكب الدُّرِّي
([1]) أخرجه: البخار رقم (7432).