الغابر في المشرق أو
المغرب لبعد ما بينهم من التفاضل، ومنهم من يكون دون ذلك.
وفي هذا الحديث الرد
على سائر الطوائف الكفريَّة، ففيه رد على المشركين الوثنيين، وفيه ردٌّ على
اليهود، وفيه ردٌّ على النصارى.
وفي الحديث - أيضًا -: وجوب الإيمان بجميع الرسل؛ لأنَّه نص على الإيمان بعيسى وبمحمد صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك إشارة إلى أنه يجب الإيمان بجميع الرسل كما في قوله - تعالى-: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦ﴾ [البقرة: 285]، فلا بد من الإيمان بجميع الرسل ومن كفر بواحد منهم فقد كفر بالجميع، فاليهود الذين يزعمون أنهم آمنوا بموسى قد كفروا بموسى، لأنهم بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم كفروا بموسى، لأن موسى أخبر ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم كما هو موجود في التوراة التي جاء بها موسى عليه السلام كما قال - تعالى -: ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ﴾ [الأعراف: 157] - كذلك عيسى عليه السلام أخبر بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمر بالإيمان به ﴿وَإِذۡ قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ﴾ [الصف: 6]، فعيسى عليه السلام بشّر بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهذا معناه: أنه أمرهم بالإيمان به، فالنصارى لما لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كفروا بعيسى؛ لأنَّه