×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

ولهما في حديث عتبان: «فَإِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ»([1]).

****

بشرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم فمعنى هذا: أنهم كذبوا نبيَّهم عيسى الذي يزعمون أنهم آمنوا به، والرسل كلهم يصدِّق بعضهم بعضًا، ويؤمن بعضهم ببعض، الرسل سلسلة واحدة من أولهم إلى آخرهم، أولهم يُبشِّر بلاحقهم ومتأخرهم، وآخرهم يصدِّق بأولهم ويؤمن بأولهم، فهم سلسلة واحدة، ولهذا يقول جل وعلا في سورة الشعراء: ﴿كَذَّبَتۡ قَوۡمُ نُوحٍ ٱلۡمُرۡسَلِينَ [الشعراء: 105] مع أنهم ما كذبوا إلاَّ نبيهم فقط، لكن لما كذبوا نبيهم كذبوا جميع المرسلين، كما قال - تعالى -: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ [النساء: 150] إلى قوله - تعالى -: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ [النساء: 151].

قوله: «أخرجاه» أي: البخاري ومسلم في صحيحيهما.

وقوله: «ولهما» أي: البخاري ومسلم.

«في حديث عتبان» هو عتبان بن مالك الأنصاري، صحابي مشهور رضي الله عنه.

«حَرَّمَ عَلَى النَّارِ» التحريم: المنع، أي: منعه من دخول النار، أو منع النار أن تمسه.

«مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» أي: نطق بها بلسانه وأعلنها.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (425)، ومسلم رقم (33).