وعن أبي سعيد
الخُدْرِيِّ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ مُوسَى
عليه السلام: يَا رَبِّ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ وَأَدْعُوكَ بِهِ. قَالَ:
قُلْ يَا مُوسَى: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. قَالَ: يَا رَبِّ، كُلُّ عِبَادِكَ
يَقُولُونَ هَذَا. قَالَ: يَا مُوسَى لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ
وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالأَْرَضِينَ السَّبْعَ، فِي كِفَّةٍ، وَلاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللهُ فِي كِفَّةٍ؛ مَالَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» رواه ابن
حبان والحاكم وصححه ([1]).
****
«يَبْتَغِي
بِذَلِكَ» أي: بقوله لها ونطقه بها.
«وَجْهَ اللهِ» أي: مخلصًا له بها،
لم يقلها رياءً ولا سمعةً ولا نفاقًا، بل يعتقد ما دلَّت عليه من إفراد الله
بالعبادة، وترك عبادة ما سواه، واعتقاد بطلانها، والبراءة منها ومن أهلها.
فدل هذا الحديث على
أنه لا يكفي مجرَّدُ النطق بلا إله إلاَّ الله من غير معرفة لمعناها، وعمل
بمقتضاها، واعتقاد لمدلولها.
قوله: «وعن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه » هو سَعْدُ بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي، صحابي
جليل، وأبوه صحابي.
عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: «قَالَ مُوسَى عليه السلام: يَا رَبِّ عَلِّمْنِي شَيْئًا
أَذْكُرُكَ وَأَدْعُوكَ بِهِ» طلب من ربه أن يعلمه كلامًا يعظِّمه به، ويطلب
منه به حاجاته، ويتوسل به إليه.
«قُلْ يَا مُوسَى:
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» أي: لا معبود بحق إلاَّ الله.
«قَالَ» أي: موسى، «يَا رَبِّ، كُلِّ عِبَادِكَ يَقُولُونَ هَذَا» أي: وإنما أريد شيئًا تخصني به من بين عموم عبادك .
([1]) أخرجه: أبو يعلى رقم (1393)، والحاكم رقم (1963).