«قَالَ» أي: الرب سبحانه
وتعالى مبينًا لموسى وغيره فضل هذه الكلمة على غيرها من ألفاظ الذكر، «لَوْ
أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ»، أي: الطباق، «وَعَامِرَهُنَّ»، أي:
مَن فيهن من العمَّار «غَيْرِي» أي: غير الله - سبحانه - لأنه سبحانه في
السماء. ففيه دليل على إثبات العلو «وَالأَْرْضِينَ السَّبْعَ» أي: ومن
فيهن من السكان. وفيه أن الأرض سبع طباق كالسماء، «في كِفَّة» أي: إحدى
كفتي الميزان، «وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَه فِي كِفَّةٍ» أي: في الكفة
الأخرى، «مَالَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» أي: رجحت بالسماوات
السبع ومن فيهن غير الله، وبالأرضين السبع ومن فيهن، وذلك لما اشتملت عليه هذه
الكلمة من نفي عبادة غير الله، وإثبات العبادة لله، وتقرير التَّوحيد، وإبطال
الشرك.
ففي هذا الحديث: فضل لا إله إلاَّ الله، وأنها أفضل الذكر، وأنه لا بد من الإتيان بها كلها، وما فيها من النفي والإثبات، وأنه لا يكفي الإتيان بلفظ الجلالة «الله» أو لفظ «هو هو» كما تفعله الصوفية الضلاَّل. وفيه أن الذكر وغيره من أنواع العبادة توقيفي، لأن موسى عليه السلام طلب من ربه أن يعلمه شيئًا يذكره به.