وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ حَنِيفٗا وَلَمۡ يَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [النحل: 120].
****
له، وقد يعذب بالنار، ثم يُخرج منها، لأن
الموحِّدين على طبقتين:
الطبقة الأولى: الذين سلموا من
الشرك، وقد لا يسلمون من الذنوب التي هي دون الشرك وهم الظالمون لأنفسهم.
الطبقة الثانية: التي سَلِمَت من
الشرك الأكبر والأصغر ومن البدع ومن المعصية، واجتهدت في الطاعات وهؤلاء هم
السابقون بالخيرات ومن كان بهذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب.
قال: «وقول الله - تعالى -: ﴿إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ حَنِيفٗا وَلَمۡ يَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾» إبراهيم عليه السلام هو إمام المحققين للتَّوحيد، بعثه الله عز وجل لما غطى الشرك على وجه الأرض في وقته، وهو وقت النَّمْرُود الكافر الملحد الذي ادعى الربوبية، وكان قومه يعبدون الكواكب والهياكل، ويبنون لها، ويُسَمَّوْن بالصابئة، وهم في أرض بابل من العراق، ثم حصل بينه وبينهم اصطدام، ذكرها الله تعالى في القرآن، انتهى بهجرة إبراهيم عليه الصلاة والسلام من أرض العراق إلى أرض الشام وإلى الحجاز، جعل قسمًا من ذريته في الشام وهم إسحاق وذرَّيته، أولاد زوجه سارة، وذهب بإسماعيل بن سُرِّيته هاجر وأمه إلى مكة، أرض الحرم، بأمر الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي﴾ [الصافات: 99] أي: مهاجر من أرض الكفر والشرك إلى أرض التَّوحيد بالشام والحجاز، المواطن المباركة، التي صار فيها بيت المقدس، وفيها البيت الأول، أول بيت وُضع للناس، وهو الكعبة المشرفة بمكة، فأورثه الله هذه البلاد وهذه