×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

البيوت إكرامًا له ولذريَّته عليه الصلاة والسلام، عوَّضه الله أرضًا خيرًا من أرضه، و قد وصفه الله تعالى في هذه الآية بأربع صفات، كلها من تحقيق التَّوحيد:

الصفة الأولى: ﴿كَانَ أُمَّةٗ، والأمة معناها: القدوة في الخير، فهو إمامٌ للناس، كما قال تعالى: ﴿وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ [البقرة: 124] يعني: قدوة لأهل الخير إلى أن تقوم الساعة، فقوله أُمَّة يعني: إمامًا وقدوة، لأن الأمة لها ثلاث إطلاقات في القرآن، هذا أحدها؛ أُمَّة بمعنى قدوة، كما في هذه الآية. الإطلاق الثاني: الأمة بمعنى: مقدار من الزمان ﴿وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنۡهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعۡدَ أُمَّةٍ [يوسف: 45] أي: بعد زمن وبعد مدة. وتطلق الأمة ويُراد بها الجماعة من الناس ﴿إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ [الأنبياء: 92] يعني: جماعة؛ لأن دين الإسلام دين جماعة، لا دين تفرُّق واختلاف، فليس فيه تفرُّق وأحزاب، وجماعات وجمعيات متفرِّقة ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ [آل عمران: 105]، فالمطلوب من المسلمين أن يكونوا أمة واحدة، على منهج واحد، وعلى دين واحد، وعلى ملَّة واحدة، كالبنيان المرصوص، يشد بعضُه بعضًا، وكالجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، أما التفرُّق والاختلاف والتناحر والتهاجر والتباغض والتنابُذ بين الجماعات وبين الفرق فهذا ليس من دين الإسلام: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ [الأنعام: 159] نعم قد يوجد الاختلاف، ولكن هذا الاختلاف


الشرح