من أصابه الخوف،
إذًا لا يعرف قيمة التَّوحيد، وفضل التَّوحيد، وتحقيق التَّوحيد إلَّا من عرف
الشرك وأمور الجاهلية حتى يتجنَّبها، ويحافظ على التَّوحيد، ومِن هنا يظهر خطأ
هؤلاء الذين يقولون: لا داعي أن نتعلم العقائد الباطلة ونعرف المذاهب الباطلة،
ونرد على المعتزلة والجهمية، لأنهم بادوا وذهبوا، علموا الناس التَّوحيد ويكفي، أو
بعضهم يقول لا تعلُّموهم التَّوحيد لأنهم أولاد فطرة ونشأوا في بلاد المسلمين،
علِّموهم أمور الدنيا: الصناعات والاختراعات والأمور الحديثة، أما التَّوحيد فيحصلونه
بفطرتهم وبيئتهم، نعم وُجِدَ من يقول هذا، وبعض الناس يقول: الناس تجاوزوا مرحلة
الخرافات؛ لأنهم تثقفوا وعرفوا، فلا يمكن أنهم يشركون بعد ذلك؛ لأن الشرك كان في
الجاهلية، يوم كان الناس سذج ويسمون الشرك في العبادة شركًا ساذجًا، والشرك عندهم
ما يسمونه بالشرك السياسي أو شرك السلاطين أو شرك الحاكمية.
ولذلك لا يهتمون
بإنكار هذا الشرك الذي بعثت الرسل لإنكاره، وإنما ينصبُّ إنكارهم على الحاكمية
فقط.
وكل هذه من حيَل الشيطان لبني آدم والواجب أننا كما نعرف الحق يجب أن نعرف الباطل من أجل أن نعمل بالحق، ونتجنَّبَ الباطل؛ ولهذه المناسبة العظيمة ذكر الشيخ «باب الخوف من الشرك» بعدما ذكر أبواب التَّوحيد وفضله، وما يكفر من الذنوب، وتحقيق التَّوحيد وهذه نعمة عظيمة لكن إذا حازها الإنسان، فإنه يخشى من ضدها، فلا بد أن