يعرف ضدَّها حتى
يتجنَّبه، فلنتنبه لهذا الأمر، فإن هناك أناسًا الآن كثيرين يزهِّدون في تعلم هذه
الأمور: تعلُّمِ التَّوحيد، تعلُّم الشرك، معرفة الشُّبَه والضلال، يزهدون في هذه
الأمور، وهذا إما من جهلهم، وعدم معرفتهم، وإما لأنهم يريدون الدَّسَّ على
المسلمين، وإفساد عقيدة المسلمين، فلنحذر من هذا الأمر، سمعنا من يقول إن الذي
يدرس عقائد المعتزلة والرد عليهم مثل الذي يرجم القبر؛ لأنهم ماتوا يقولون كذا،
نقول: يا سبحان الله هم ماتوا بأشخاصهم، لكن مذاهبهم باقية، وشبهاتهم باقية،
وكتبهم، تُطبع الآن وتحقق، وينفق عليها الأموال، وتُرَوَّج، فكيف نقول نتركهم
لأنهم ماتوا، والله - تعالى - ذكر شبهات المشركين من الأمم السابقة: فرعون وهامان
وقارون وقوم نوح، وعاد وثمود، مع أنها أمم بائدة، ذكر شبهها ورد عليها، فالعبرة
ليست بالأشخاص، العبرة بالمذاهب، والعبرة بالشُّبَه.
ولهذا قال الشيخ: «باب الخوف من الشرك» أي: أن الموحِّد يجب أن يخاف من الشرك، ولا يقول أنا موحِّد وأنا عرفت التَّوحيد، ولا خطر علي من الشرك، هذا إغراء من الشيطان، لا أحد يزكي نفسه، ولا أحد لا يخاف من الفتنة ما دام على قيد الحياة، فالإنسان معرَّض للفتنة، ضلّ علماء أحبار، وزلّت أقدامهم، وخُتم لهم بالسّوء، وهم علماء، فالخطر شديد، ولا يأمن الإنسان على نفسه أن تَنْزَلِق قدمه في الضلال، وأن يقع في الشرك، إلاّ إذا تعلم هذه الأمور من أجل أن يجتنَّبها، واستعان بالله وطلب منه العصمة والهداية: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا