×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 وقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48].

****

بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا [آل عمران: 8] خافوا من الزَّيغ بعد الهداية، والمهتدي يكون أشد خوفًا أن يزيغ، وأن تزلّ قدمه، وأن تسوء خاتمته، وأن يكون من أهل النار، نسأل الله العافية.

قال: «وقول الله عز وجل: » ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚهذا خبر من الله عن نفسه سبحانه وتعالى مؤكَّد بـ «إنَّ».

﴿لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ فهذا فيه خطورة الشرك؛ فالله لا يغفر للمشرك مع أن رحمته وسعت كل شيء، ولكن المشرك لا يدخل فيها، لعِظم جريمته - والعياذ بالله، فمن مات على الشرك فإنه لا يغفر له، وهذا يدلُّ على خطورة الشرك، فإذا كان الشرك بهذه الخطورة، فإنه يجب الحذر منه غاية الحذر، كل الذنوب مَظِنَّة المغفرة ورجاء المغفرة إلاَّ الشرك.

وفي الآية الأخرى أخبر - سبحانه - أنه حرم الجنة على المشرك، قال - تعالى -: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ [المائدة: 72] والحرام: الممنوع؛ فلا يمكن أنَّ المشرك يذوق طعم الجنة، أو يشم رائحة الجنة.

وفي الآية الثالثة: يقول الله - تعالى -: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ [التوبة: 28]، منعهم الله من دخول المسجد الحرام لأنهم نجس؛ ونجاسة الشرك نجاسة معنويَّة، والمسجد الحرام لا يدخله إلاَّ أهل التَّوحيد ﴿وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ


الشرح