وقال الخليل عليه
السلام: ﴿وَٱجۡنُبۡنِي
وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾ [إبراهيم: 35].
****
أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ
إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الأنفال: 34] كذلك المشرك حلال الدم والمال، قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ
أُقَاتِلَ النَّاسَ، حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا
عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِْسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ
عَلَى اللهِ عز وجل» ([1]).
قوله: «وقال الخليل
عليه السلام: ﴿وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾» الخليل هو إبراهيم عليه السلام سمي بالخليل لأن الله - سبحانه - اتخذه
خليلاً، كما قال تعالى: ﴿وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا﴾ [النساء: 125] من الخُلَّة، وهي
أعلى درجات المحبة، أي: أن الله يحبه أعلى المحبة، وهذه مرتبة لم ينلها إلَّا
إبراهيم ومحمد - عليهما الصلاة والسلام -.
مع هذه المنزلة العظيمة التي نالها إبراهيم عليه السلام من ربه، ومع أنه قاوم الشرك وكسر الأصنام بيده، وتعرض لأشد الأذى في سبيل ذلك حتى ألقي في النار، مع ذلك خاف على نفسه من الوقوع في الشرك؛ لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، والحي لا تؤمن عليه الفتنة؛ ولهذا قال بعض السلف: «ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟» فإبراهيم خاف على نفسه الوقوع في الشرك لما رأى كثرة وقوعه في الناس، وقال عن الأصنام: ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ﴾ [إبراهيم: 36].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).