×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وفي الحديث قال: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ»، فَسُئِلَ عَنْهُ، فَقَالَ: «الرِّيَاءُ» ([1]).

****

وفي هذا أبلغ الرد على هؤلاء الذين يقولون: لا خوف على المسلمين من الوقوع في الشرك بعدما تعلموا وتثقفوا؛ لأن الشرك بعبادة الأصنام شرك ساذج يترفع عنه المثقف والفاهم، وإنما الخوف على الناس من الشرك في الحاكمية، ويركزون على هذا النوع خاصة، وأما الشرك في الألوهية والعبادة فلا يهتمون بإنكاره، وعلى هذا يكون الخليل عليه السلام وغيره من الرسل إنما ينكرون شركًا ساذجًا!!، ويتركون الشرك الخطير وهو شرك الحاكمية كما يقول هؤلاء.

قال: «وفي الحديث» أي الحديث الذي رواه أحمد والطبراني والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ»، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأبي بكر وعمر ولسادات المهاجرين والأنصار، الذين بلغوا القمَّة في التَّوحيد والإيمان والجهاد في سبيل الله، ومع هذا الرسول يخاف عليهم، فمن يأمن بعد هؤلاء؟ «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ»، فَسُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ: «الرِّيَاءُ» هذا دليل على اهتمام الصحابة بالأمر، والرياء معناه: أن الإنسان يتصنَّع أمام الناس بالتقوى والعمل الصالح وإتقان الصلاة وغير ذلك؛ من أجل أن يمدحوه، فالرياء من الرؤية أن يحب الإنسان أن يراه الناس وهو يعمل العمل الصالح من أجل أن يمدحوه، والسُّمعة أن يحب الإنسان أن الناس يسمعون كلامه ويسمعون عمله ويمدحونه،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (23630)، والبيهقي في «الشعب» رقم (6412).