فالرياء لما يُرى من
الأعمال، والسُّمعة لما يسمع منها.
والرياء شرك خفي؛
لأن الشرك على نوعين: شرك ظاهر وشرك خفي، الشرك الظاهر: الذي يتمثل في الأعمال والأقوال،
بأن يدعو غير الله، أو يذبح لغير الله، أو يستغيث بغير الله، هذا ظاهر يراه الناس
ويسمعونه، لكن هناك شرك خفي لا يدري عنه الناس؛ لأنَّه في القلب، لا يعلمه إلاّ
الله سبحانه وتعالى وهو الشرك في النيَّة والإرادة، فالإنسان إذا سَلِم من الشرك
الأكبر فإنه قد لا يسلم من الشرك الأصغر الذي يكون في القلوب، وهذا مما يُعطي
المؤمن الحذر الشديد.
والرياء من صفات
المنافقين، يقول الله تعالى في المنافقين: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ
ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ
كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 142] والله تعالى توعَّد
المرائين، قال تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ
٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥ ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ ٦﴾ [الماعون: 4 - 6] فوعدهم الله
بالويل، وجاء في الحديث أن الله يقول للمرائين يوم القيامة: «اذْهَبُوا إِلَى
الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ فِي الدُّنْيَا، فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ
عِنْدَهُمْ جَزَاءً» ([1]).
فهذا الحديث فيه الخوف من الشرك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم خافه على سادات المهاجرين والأنصار، وعلى أفضل هذه الأمة، فكيف بمن دونهم؟ وإذا كان هذا في الشرك الأصغر الذي لا يُخرج من الملَّة فكيف بالشرك الأكبر - والعياذ بالله -.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (23630)، والبيهقي في «الشعب» رقم (6412).