وفيه دليل على وجوب
إخلاص النية لله عز وجل، وأن الإنسان لا يقصد مدح الناس أو ثناء الناس أو مطامع
دنيا بأعماله الصالحة، وإنما يُخلص النيَّة لله عز وجل، يريد وجه الله، فإن عَمِل
من أجل الرياء، فعمله باطل.
فهذا الحديث يدل أولاً:
على الخوف من الشرك.
ثانيًا: أن الرياء شرك،
ومعناه - كما ذكرنا -: أن يحب الإنسان أن يراه الناس على الطاعة فيُثنوا عليه بها.
وثالثًا: أن الرياء شرك خفي،
لا يعلمه الناس، وإنما الله جل وعلا هو الذي يعلمه؛ لأنَّه في القلوب.
قوله: «﴿وَٱجۡنُبۡنِي﴾» أي: أبعدني
واجعلني في جانب بعيد.
﴿أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾» الأصنام: جمع صنم،
وهو: ما كان على صورة حيوان، أما الوثن فهو كل ما عُبد من دون الله، سواء كان على
صورة أو على غير صورة، فالوثن أعم من الصنم؛ لأنَّه يطلق على: كل ما عُبد من دون
الله من الأحجار والأشجار والقبور والآدميين والصور وغير ذلك.
***