×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وفي رواية: «إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللهَ تَعَالَى» ([1]).

****

 المجتمع صار بعيدًا عن الربا، ويحافظ على الصلاة، وتمتلئ المساجد، وكل الأعمال تُعمل، لكن ليس هناك إخلاص في التَّوحيد فهم يدعون غير الله، يدعون الأولياء والصالحين والأنبياء والقبور، فلا فائدة في أعمالهم، وهؤلاء ليسوا مسلمين، مهما صلوا وصاموا.

«وفي رواية: «إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللهَ تَعَالَى»» لماذا جاء الشيخ بهذه الرواية؟ لأنها تفسِّر شهادة أن لا إله إلاَّ الله، بأن معناها: توحيد الله سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة، ليس المقصود منها اللفظ فقط، بأن يقول أشهد أن لا إله إلاَّ الله، بل لا بد أن يوحِّد الله في العبادة، أما إذا نطق بها بلسانه ولم يوحِّد الله في العبادة، فلا تنفعه شهادة أن لا إله إلاَّ الله.

وفي هذا دليل على عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه مبعوث إلى العالم كله، بما فيهم أهل الكتاب، كما كتب صلى الله عليه وسلم لهِرَقْل عظيم الروم، وكما كتب للمُقَوْقِس ملك مصر، وكما كتب لكِسْرى ملك الفُرس، وكما كتب لملوك الأرض، لأن الله أرسله إلى الناس عامة: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا [سبأ: 28] ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان: 1].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7371).