«فَإِنْ هُمْ
أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ؛ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ عز وجل افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ
خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ؛
فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ
مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ».
****
وقوله: «فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ
لِذَلِكَ» يعني: شهدوا أن لا إله إلَّا الله، وعملوا بمقتضاهما.
«فَأَعْلِمْهُمْ
أَنَّ اللهَ عز وجل افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ
وَلَيْلَةٍ» هذا الركن الثاني. لما حقق الركن الأول والأساس، انتقل إلى الركن الثاني
وهو الصلاة، وهذا يدل على أهمية الصلاة، وأنها تأتي بعد التَّوحيد مباشرة.
فمن لم يُصَلِّ فإنه
ليس بمسلم، وإن كان يشهد أن لا إله إلَّا الله، وأن محمدًا رسول الله.
وقوله: «فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ
لِذَلِكَ؛ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي
أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ»
هذه هي الزكاة، وهي قرينة الصلاة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهي الركن الثالث من أركان الإسلام.
«تُؤْخَذُ مِنْ
أَغْنِيَائِهِمْ» في هذا دليل على أن الزكاة لا تجب على الفقير، وإنما تجب على الغني وهو من
يملك النِّصاب فأكثر.
«وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ» هذا فيه مصرف من مصارف الزكاة، فالفقراء صنف واحد من الأصناف الثمانية المذكورة في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ﴾ [التوبة: 60] إلى آخر الآية.