حادي عشر: فيه كما ذكر الشيخ رحمه الله: دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام، مع أنهم
أهل كتاب، ويزعمون أنهم مؤمنون، وأنهم على الإسلام، وبيان أن ما هم عليه ليس هو
الإسلام، وإن كانوا ينتسبون إلى الأنبياء، فهم ليسوا على الإسلام، لماذا؟، لأن
الله أوجب اتباع هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على كل مخلوق على وجه الأرض،
من اليهود والنصارى وغيرهم: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ
فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ
﴾ [آل عمران: 31]، لأن الله نسخ
الأديان السابقة بهذا الدين العظيم، وجعله هو الدين الباقي: ﴿ثُمَّ
أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا﴾ [فاطر: 32] يعني: من هذه الأمة ﴿مِنۡ عِبَادِنَاۖ﴾[فاطر: 32] فتحول الكتاب والدين والدعوة إلى ما جاء به هذا
الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ
ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾ [الأعراف: 158]، كما أنه يملك السموات والأرض فهو الذي أرسلني، والأمر
له سبحانه وتعالى.
ثاني عشر: فيه فضل الدعوة إلى الله عز وجل وأن الداعية يحصل له من الأجر مثل أجر المدعويِّن، وأيضًا يحصل له من الأجر ما هو خير وأنفس مما في الدنيا من الأموال.
الصفحة 32 / 619