×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عز وجل » ([1]).

****

ولكنهم لمَّا أحبوا معه غيره صاروا مشركين، وأن التَّوحيد لا يصح إلاَّ بإخلاص المحبة لله عز وجل.

فدلَّت الآية الكريمة على: أن من تفسير لا إله إلاَّ الله وتفسير التَّوحيد إفراد الله بالمحبَّة، وأن لا يُحَبَّ معه غيره محبة عبادة، بل يُفرَد الله جل وعلا بالمحبَّة، ولا يُحَبَّ معه غيره، محبة العبادة.

قال الشيخ رحمه الله: «وفي الصحيح» يعني: صحيح الإمام مسلم.

«عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عز وجل »» علَّق حُرمة المال والدم على شيئين:

الشيء الأول: أن ينطق بكلمة لا إلهَ إلاَّ الله.

الشيء الثاني: أن يكفر بما يُعبد من دون الله، فإذا تحقق هذان الشيئان حرُم مالُه ودمه؛ لأنَّه صار مسلمًا، والمسلم يحرُم دمه وماله.

«وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ» فإن كان صادقًا فإنه يكون مسلمًا حقًّا، ويدخل الجنة، وإن كان قاله هذا وفعله من باب النفاق، فإن ذلك ينفعه في الدنيا ويَحقن دمَه ويحرم ماله، ولكنه في الآخرة يكون في النار ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ [النساء: 145].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (23).