×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وقوله: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ [البقرة: 165] الآية.

****

 الآية الرابعة: «قوله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ» تتمة الآية: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ [البقرة: 165]

﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ بعض الناس يعني: المشركين.

﴿مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ يعني: غير الله.

﴿أَندَادٗا جمع نِدْ، والنِّد معناه: الشبيه والنظير والمثيل، يقال: فلان نِدُّ فلان، بمعنى: أنه يشبهه، وأنه نظيره، وأنه يساويه.

فاتخاذ الأنداد من دون الله معناه اتخاذ الشركاء، سُمُّوا أندادًا لأن المشركين سوُّوهم بالله عز وجل وشبَّهوهم بالله عز وجل محبة عبادة وتذلل.

﴿يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ الحب عمل قلبي ضد البُغض.

فالمشركون اتخذوا من الأحجار والأشجار والأصنام شركاء لله سوُّوهم بالله في المحبة، يحبونهم كما يحبون الله عز وجل فالمراد هنا محبة العبادة، فالمشركون يحبون أصنامهم كما يحبون الله عز وجل محبة عبادة وتذلل.

﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ من المشركين لله؛ فالمشركون يحبون الله، والمؤمنون يحبون الله، ولكن المشركين يحبون الله ويحبون معه غيره، أما المؤمنون فيحبون الله وحده، ولا يشركون معه غيره في المحبة، فلذلك صار المؤمنون أشد حبًّا لله؛ لأن محبتهم خالصة، ومحبة المشركين مشتركة، فدلَّت الآية على أن المشركين يحبون الله،


الشرح