×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

والوسيلة معناها في الأصل: السبب الذي يُوَصِّل إلى المقصود، فالسبب الذي يُوَصِّل إلى المقصود يسمى: وسيلة.

وأما معناها هنا: فالوسيلة: الطاعة والقُرب، فالملائكة، وعيسى عليه الصلاة والسلام، وعُزَيْر عليه السلام والأولياء والصالحون كلهم يتقرَّبون إلى الله بالطاعة، يعبدون الله، يعبدون الله لأجل أي شيء؟ ﴿أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ كل واحد يرجو أن يكون أقرب إلى الله سبحانه وتعالى يتقرَّبون إليه بطاعته، ﴿وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥ، فدلَّ على أنهم عباد فقراء إلى الله سبحانه وتعالى يرجون رحمة الله لأنهم بحاجة إليها، ويخافون عذاب الله أن ينزل بهم، إذًا هم لا يستطيعون أن يجلبوا لأنفسهم النفع، ولا يستطيعون أن يدفعوا عنها الضرر، فكيف يملكون ذلك لكم يا من تعبدونهم؟.

فالوسيلة هنا معناها: الطاعة والعبادة، وليس معناها ما يظنُّه القبوريُّون والمخرِّفون أن الوسيلة معناها: أن تجعل بينك وبين الله شخصًا يرفع حوائجك إلى الله. هذه هي الوسيلة عند المشركين قديمًا وحديثًا، كما يتخذ الناس الوسائط عند الملوك وعند السلاطين، قاسوا الله جل وعلا بالخلق، فكما أن الناس لا يتوصلون إلى الملوك والسلاطين إلاَّ بوسائط من الوزراء والمقرَّبين لدى الملوك ليبلِّغوا حوائجهم إلى الملوك والسلاطين، قاسوا الله جل وعلا على خلقه، فقالوا: لا بد أن نجعل بيننا وبين الله واسطة ترفع حوائجنا إلى الله عز وجل. وتقرَّبوا إلى هؤلاء الوسائط بأنواع العبادات: فذبحوا لهم من دون الله، ونذروا لهم من دون الله،


الشرح