×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

ولا يرفعه إلاَّ الله سبحانه وتعالى وبذلك تبطل عبادة هؤلاء، ﴿وَلَا تَحۡوِيلًا أي: نقله من محل إلى محل، لا يملكون نقل المرض من عضو إلى عضو، إذا أنزله الله بالرأس فلا يستطيع كل الخلق أو الأطباء المَهَرَة، لا يستطيعون أن يحولوا وجع الرأس إلى اليد، أو وجع اليد إلى الرِّجل أبدًا، وكذلك لا يستطيعون أن يحولوه من شخص إلى شخص آخر، إذا نزل مرض بعبد من العباد فلن يستطيع أطباء العالم والمستشفيات والمنظمات الصحية العالمية أن تنقُل المرض من شخص إلى شخص، ويصبح المنقول عنه بريئًا صحيحًا، أو ينقُلون المرض من بلد إلى بلد، لا يستطيعون هذا، وإنما هذا تقدير العزيز العليم، هو الذي يستطيع كشف الضر ورفعه نهائيًا، ويستطيع تحويله من محل إلى محل إذا شاء سبحانه وتعالى.

وهذا من التحديات التي يتحدَّى الله بها المشركين، ولن يجيبوا عنها إلى أن تقوم الساعة، فدلَّ على انقطاع حجتهم.

لا أحد قال: بلى آلهتنا تستطيع كشف الضر، أو تستطيع تحويل الضر، ما أحد قال هذا، فدلَّ على انقطاع حجتهم وانخصامهم، وعاد الأمر لله سبحانه وتعالى.

ثم بيَّن سبحانه وتعالى أن هؤلاء الذين تدعونهم من دون الله أنهم عباد لله، هم بأنفسهم يدعون الله عز وجل يرجون رحمته، ويخافون عذابه: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ [الإسراء: 57]، فالملائكة وعيسى عليه السلام وأُمُّه، وعُزَيْر، وكل الصالحين، والأولياء بهذه المثابة، كلهم يبتغون إلى ربهم الوسيلة.


الشرح