هذه الآية الأولى في
الباب: تدل على أن من معنى لا إله إلَّا الله أن يُصرف الدعاء والتقرُّب والعبادة
لله سبحانه وتعالى لا تُصرف لأحد من خلقه بحجة أنه واسطة بين العبد وبين ربه عز
وجل لأن الله ليس بينه وبين عباده واسطة من هذا النوع.
أما الواسطة في
تبليغ الوحي فإن بين الله وبين عباده واسطة لتبليغ الوحي والرسالات.
أما الواسطة بين
العباد وبين الله في رفع حوائجهم؛ فهذه غير موجودة، ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله: «هناك واسطة من جحدها فقد كفر، وهناك واسطة من أقرَّ بها فقد كفر».
فما هي هذه الواسطة
التي من جحدها فقد كفر؟
هم الرسل فهم واسطة
بين الله وبين عباده في تبليغ الرسالات والأوامر والنواهي، فمن جحدها فقد كفر؛
لأنه جحد رسالة الرسل.
وهناك واسطة من أقرَّ بها فقد كفر، وهي أن يجعل إنسان بينه وبين الله واسطة في تبليغ حوائجه ورفع دعائه، يتقرَّب إلى هذه الواسطة بالعبادة، وهذه الواسطة - بزعمه - تطلب له من الله ما يحتاجه.