×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وقوله: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦٓ إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ ٢٦ إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ ٢٧ [الزخرف: 26- 27] الآية.

****

 الآية الثانية: قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦٓ إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ ٢٦ إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ ٢٧ وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِيَةٗ فِي عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ ٢٨ [الزخرف: 26- 28] إبراهيم هو الخليل عليه الصلاة والسلام الذي تكرَّر ذكره في القرآن الكريم، وأثنى الله عليه، وأمر باتباعه والاقتداء به، وهو أبو الأنبياء عليه الصلاة والسلام، اتخذه الله خليلاً، وجعله إمامًا للناس، أي: قُدوة يُقتدى به، وجعل الأنبياء الذين جاءوا من بعده من ذريته: ﴿وَجَعَلۡنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلۡكِتَٰبَ [العنكبوت: 27] فكل الأنبياء الذين جاءوا بعد إبراهيم فهم من ذرية إبراهيم عليه السلام فأنبياء بني إسرائيل من ذرية إسحاق، ومحمد صلى الله عليه وسلم من ذرية إسماعيل، فكُلُّهم إذًا من ذرية إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولهذا سُمِّي «أبا الأنبياء».

﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ أول ما بدأ بأبيه. ﴿وَقَوۡمِهِۦ الذين بعثهم الله إليهم، وهم الأمة التي كانت تعبد الكواكب، وهم الصابئة المشركون الذين كانوا يعبدون الكواكب، وكان ملكهم النُّمْرُود.

﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ فِي رَبِّهِۦ، جادله وجحد أن يكون هناك رب غيره ﴿أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ يعني: بسبب أن الله أعطى النُّمْرُود الملك تكبّر وعصى، بدل أن يشكر الله عز وجل ما أعطاه، ﴿إِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ، غلط فأراد إبراهيم أن يأتي بأمر لا يمكنه أن يُغالط فيه: ﴿قَالَ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ  هنا ما أمكنه مغالطته؛


الشرح